يُروى أن مخترع الشطرنج، الذي لا يزال اسمه مجهولًا للكثيرين، أدهش الملك بفكرته العبقرية وراء اللعبة. ولكن القصة لم تتوقف عند ابتكار اللعبة فقط، بل تطورت إلى حدث تاريخي يُذكر حتى يومنا هذا.
بعد أن قدم المخترع اللعبة للملك، أعجب الملك بشدة وأراد مكافأته. فسأل المخترع عما يريد مكافأةً له. كان الطلب بسيطًا في ظاهره، لكنه كان يحمل في طياته ذكاءً خارقًا. طلب المخترع وضع حبة قمح واحدة في أول خانة على رقعة الشطرنج، وفي الخانة الثانية ضعفين، وفي الثالثة ضعفين حبات الخانة الثانية، وهكذا. 🌾
بالنسبة للملك، بدا هذا الطلب بسيطًا للغاية، لكنه لم يدرك القوة الحقيقية للأرقام والمتواليات الهندسية. بدأ الملك بوضع الحبات: حبة في الخانة الأولى، ثم 2 في الثانية، ثم 4 في الثالثة، و8 في الرابعة، وهكذا. 🔢
عندما وصل الملك إلى منتصف الرقعة، بدأت الأمور تبدو أكثر تعقيدًا. إذ كان يحتاج إلى وضع 231 حبة في الخانة الـ 32، وهي حوالي 2 مليار حبة. ولكن الملك استمر دون أن يدرك حجم المعضلة التي وقع فيها. 🤯
عند الوصول إلى الخانة الأخيرة، أي الخانة الـ 64، كان العدد قد وصل إلى أرقام فلكية. الحساب البسيط لهذا العدد هو 263 حبة، وهو عدد يتجاوز القدرة البشرية على التخيل. 🌌
لتقريب هذا العدد بشكل ذهني إلى المقاييس التي نعرفها، يمكننا القول أن العدد الإجمالي للحبات على الرقعة كلها يتجاوز 18 كوينتيليون حبة قمح (18,446,744,073,709,551,615). هذه الكمية من القمح تعادل حوالي 736 مليار طن من القمح، وهو ما يفوق إنتاج العالم بأسره من القمح على مر العصور. 🌾📏
هذه القصة تعلمنا قوة الرياضيات والتفكير الرياضي وكيف يمكن لفكرة بسيطة أن تحمل في طياتها عبقرية خارقة. كما تذكرنا بأهمية العلم والمعرفة في تجاوز التحديات وتحقيق الإنجازات. 📚✨
في النهاية، أدرك الملك أنه لا يمكنه تلبية طلب المخترع، ليس بسبب بخله، بل لأن الكمية المطلوبة من القمح تتجاوز كل ما يمكن للبشرية إنتاجه. وبهذا، نال المخترع تقدير الملك وإعجابه، وعُرفت قصته عبر الأجيال كدرس في قوة الأرقام والتفكير المنطقي. 👑📖
إرسال تعليق